مفاسد أخذ العلم عن الكتب دون الرجوع إلى العلماء:


قال الشاعر:




يظن الغمر أن الكتب تهدي ¤ أخا فهم لإدراك العلوم

وما ظن الجهول بأن فيها ¤ غوامضَ حيرت عقل الفهيم

إذا رمت العلوم بغير شيخ ¤ ضللت عن الطريق المستقيم

وتلتبس الأمور عليك حتى ¤ تصير أضل من توما الحكيم

[وثائق] رسالة جمال الدين الأفغاني إلى المحفل الماسوني بمصر وجوابهم عليه

رسالة جمال الدين الأفغاني إلى المحفل الماسوني بمصر بخط يده وجوابهم عليه


قال جمال الدِّين المتأفغن:


يقول مدرس العلوم الفلسفية بمصر المحروسة جمال الدين الكابلي الذي مضى من عمره سبعة وثلاثون سنة بأني أرجو من إخوان الصفا وأستدعي من خلال الوفا أعني أرباب المجمع المقدس الماسوني الذي هو عن الخلل والزلل مصون أن يمنوا علي ويتفضلوا إلي بقبولي في ذلك المجمع المطهر و بإدخالي في سلك المنخرطين في ذلك المنتدى المفتخر ولكم الفضل

التاريخ والتَّوقيع




قصة وفاة أحمد بن كليب النَّحوي (فاعتبروا يا أولى الألباب)

(قِصَّة وفاة أحمد بن كليب النحوي منقولة بسند صحيح...
...وفيها: عبرةٌ لأولي الألباب)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين؛ والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمرسلين؛ وعلى آله وصحبه الطَّيِّبين؛ أمَّا بعد:

فهذه قصة وفاة بن كليب (ت:426) أسوقها كما هي في كتاب جذوة المقتبس للحميدي رحمه الله وقد تناقلها غير واحدٍ من الأئمَّة منهم: ابن الجوزي رحمه الله كما في المنتظم؛ والحافظ ابن كثير رحمه الله كما في البداية والنِّهاية -كلاهما في وفيات سنة ست وعشرين-، وياقوت الحموي رحمه الله في إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب المشهور بـ: معجم الأدباء -وذكر ياقوت بعد إيراده لهته القصَّة قصَّتين شبيهتين بها- كُلُّهم عن الحافظ الحُميدي رحمه الله صاحب كتاب الجمع بين الصَّحيحين، وأوردها الدكتور: إحسان عبَّاس رحمه الله ملحقةً في آخر تحقيقه لكتاب طوق الحمامة وجرى على منواله عبد الحق التركماني في تحقيقه للكتاب نفسه.
قال ابن كثير رحمه الله بعد ذكره لمختصر قصَّة وفاة ابن كليب:

«وهذه زلَّة شنعاء، وعظيمة صلعاء، وداهيةٌ دهياء، ولولا أنَّ هؤلاء الأئمَّة ذكروها لما ذكرتها، ولكن فيها عبرةٌ لأولي الألباب، وتنبيه لذوي العقول أن يسألوا الله رحمته ولطفه بهم أن يُثَبِّتهم على الخير والإسلام والسُّنَّة عند الممات إنَّه كريم جوادٌ».


  • القصَّة:
قال الحُميدي رحمه الله: (جذوة المقتبس: باب الألف، ترجمة ابن كليب)
أحمد بن كليب النحوي، أديب شاعر مشهور الشعر، ولا سيما شعره في أسلم وكان قد أفرط في حبه حتى أدَّاه ذلك إلى موته، وخبره في ذلك طريف.
حدثني أبو محمد علي بن أحمد([1])، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن الحسن المذحجي، قال: كنت أختلف في النحو إلى أبي عبد الله محمد بن خطاب النحوي في جماعة، وكان معنا عنده أبو الحسن أسلم بن أحمد بن سعيد بن قاضي الجماعة أسلم بن عبد العزيز، صاحب المزني والربيع، قال محمد بن الحسن: وكان من أجمل من رأته العيون، وكان يجيء معنا إلى محمد بن خطاب أحمد بن كليب، وكان من أهل الأدب البارع، والشعر الرائق، فاشتد كلفه بأسلم، وفارق صبره، وصرف فيه القول متستراً بذلك إلى أن فشت أشعاره فيه وجرت على الألسنة، وتنوشدت في المحافل؛ فلعهدي بعرس في بعض الشوارع بقرطبة، والنكوري الزامر قاعد في وسط الحفل، وفي رأسه قلنسوة وشي وعليه ثوب خز عبيدي، وفرسه بالحلية المحلاة يمسكه غلامه. وكان فيما مضى يزمر لعبد الرحمن الناصر، وهو يزمر في البوق بقول أحمد بن كليب في أسلم: [من المتقارب]



أسلمنــى فــي هــــوا *** ه أســلـــم هــذا الرشــا

غـــــزال لــــه مقلــــة *** يصيـــب بهــا مـن يشــا
وشــى بيننـــا حاســــد *** سيســأل عــمــا وشــى
ولــو شــاء أن يرتشــي *** على الوصل روحي ارتشـى


ومغن محسن يسايره فيها؛ قال: فلما بلغ هذا المبلغ انقطع أسلم عن جميع مجالس الطلب، ولزم بيته والجلوس على بابه، فكان أحمد بن كليب لا شغل له إلا المرور على باب دار أسلم سائراً ومقبلا نهاره كله فانقطع أسلم عن الجلوس على باب داره نهاراً، فإذا صلى المغرب واختلط الظلام خرج مستروحاً وجلس على باب داره فعيل صبر أحمد بن كليب، فتحيل في بعض الليالي ولبس جبة من جباب أهل البادية واعتم بمثل عمائمهم، وأخذ بإحدى يديه دجاجاً، وبالأخرى قفصاً فيه بيض، وتحين جلوس أسلم عند اختلاط الظلام على بابه، فتقدم إليه وقبل يده، وقال يأمر مولاي بأخذ هذا، فقال له أسلم: ومن أنت؟ فقال: صاحبك في الضيعة الفلانية، وقد كان تَعرَّف أسماء ضياعه، وأصحابه فيها، فأمر أسلم بأخذ ذلك منه ثم جعل أسلم يسأله عن الضيعة، فلما جاوبه أنكر الكلام وتأمله فعرفه، فقال له: يا أخي! وهنا بلغت بنفسك، وإلى ها هنا تبعتنى، أما كفاك انقطاعى عن مجالس الطلب، وعن الخروج جملة، وعن القعود على بابى نهاراً؟ حتى قطعت علي جميع ما لي فيه راحة، فقد صرت من سجنك. والله لا فارقت بعد هذه الليلة قعر منزلي، ولا قعدت ليلاً ولا نهاراً على بابي؛ ثم قام، وانصرف أحمد بن كليب كئيباً حزيناً؛ قال محمد بن الحسن: واتصل ذلك بنا، فقلنا لأحمد بن كليب، وخسرت دجاجك وبيضك؟ فقال: هات كل ليلة قبلةَ يده وأخسر أضعاف ذلك!؛ قال: فلما يئس من رؤيته البتة نهكته العلة، وأضجعه المرض؛ قال محمد بن الحسن: فأخبرني أبو عبد الله
محمد بن خطاب شيخنا، قال: فعدته فوجدته بأسوأ حال، فقلت له: ولم لا تتداوى؟ فقال: دوائي معروف، وأما الأطباء فلا حيلة لهم فيَّ البتة، فقلت له: وما دواؤك؟ فقال: نظرةٌ من أسلم، فلو سعيت في أن يزورني لأعظم الله أجرك بذلك، وكان هو والله أيضا يؤجر، قال: فرحمته وتقطعت نفسي له، ونهضت إلى أسلم، فاستأذنت عليه، فأذن لي وتلقاني بما يجب، فقلت له: لي حاجة، قال: وما هي؟ قلت: قد علمتَ ما جمعك مع أحمد بن كليب من ذمام الطلب عندي، فقال: نعم، ولكن قد تعلم أنه برح بي، وشهر اسمى وآذاني، فقلت له: كُلُّ ذلك يغتفر في مثل الحال التي هو فيها، والرجل يموت، فتفضل بعيادته، فقال: والله ما أقدر على ذلك، فلا تُكلِّفنى هذا، فقلت له: لابد، فليس عليك في ذلك شيء وإنما هي عيادة مريض، قال: ولم أزل به حتى أجاب، فقلت: فقم الآن، فقال لي: لست والله أفعل، ولكن غداً، فقلت له: ولا خُلْفَ، قال: نعم، فانصرفت إلى أحمد بن كليب، وأخبرته بموعده بعد
تَأَبِّيهِ، فَسُرَّ بذلك، وارتاحت نفسه، قال: فلما كان الغد بكرت إلى أسلم وقلت له: الوعد، قال: فوجم وقال: والله لقد تحملنى على خطة صعبة علي، وما أدرى كيف أطيق ذلك؟ قال: فقلت له لابد من أن تفي بوعدك لي، قال: فأخذ رداءه ونهض معي راجلا، قال: فلما أتينا منزل أحمد بن كليب، وكان يسكن في آخر دربٍ طويل، وتوسط الدرب، وقف واحمر وخجل، وقال لي: الساعة والله أموت، وما أستطيع أن أنقل قدمى، ولا أن أعرض هذا على نفسي، فقلت: لا تفعل، بعد أن بلغت المنزل تنصرف؟ قال: لا سبيل والله إلى ذلك البتة، قال: ورجع مسرعاً فاتَّبعته، وأخذت بردائه، فتمادى وتمزق الرداء، وبقيت قطعة منه في يدي لسرعته وإمساكي له، ومضى ولم أدركه، فرجعت ودخلت إلى أحمد بن كليب، وقد كان غلامه دخل عليه إذ رآنا من أوَّل الدَّرب مبشراً، فلما رآني تغير وقال: وأين أبو الحسن؟ فأخبرته بالقِصَّة فاستحال من وقته واختلط، وجعل يتكلم بكلام لا يعقل منه أكثر من
الترجع، فاستشنعت الحال، وجعلت أترجع وقمت، فثاب إليه ذهنه وقال لي: أبا عبد الله! قلت: نعم.
قال: اسمع مني واحفظ عني، ثم أنشأ يقول: [مخلع البسيط]



أسلم يا راحة العليل *** رفقاً على الهائم النحيل

وصلك أشهى إلى فؤادي *** من رحمة الخالق الجليل


قال: فقلت له: اتق الله! ما هذه العظيمة؟!!، فقال لي: قد كان؛ قال: فخرجت عنه، فوالله ما توسطت الدرب حتى سمعت الصراخ عليه، وقد فارق الدنيا.
قال لنا أبو محمد علي بن أحمد: وهذه قصة مشهورة عندنا، ومحمد بن الحسن ثقة ومحمد بن خطاب ثقة.
وأسلم هذا من بيت جليل، وهو صاحب الكتاب المشهور في أغاني زرياب، وكان شاعراً أديباً؛ وقد رأيت ابنه أبا الجعد.
قال أبو محمد: لقد ذكرت هذه الحكاية لأبي عبد الله محمد بن سعيد الخولاني الكاتب، فعرفها، وقال لي: لقد أخبرني الثقة أنه رأى أسلم هذا في يوم شديد المطر، لا يكاد أحد يمشي في طريق، وهو قاعد على قبر أحمد بن كليب زائراً له، وقد تحين غفلة الناس في مثل ذلك الوقت.
وقال لنا أبو محمد: وحدثني أبو محمد قاسم بن محمد القرشي، قال: كتب ابن كليب محمد إلى ابن خطاب شعراً يتغزل فيه بأسلم فعرضه ابن خطاب على أسلم، فقال: هذا ملحون وكان ابن كليب قد أسقط التنوين في لفظة في بيت من الشعر، قال: فكتب ابن خطاب بذلك إلى ابن كليب، فكتب إليه ابن كليب مسرعاً: [من السريع]



ألحق لي التنوين في مطمعٍ *** فإنني أنسيت إلحاقه

لا سيما إذ كان في وصل من *** كدَّر لي في الحُبِّ أخلاقه


وأنشدني أبو محمد علي بن أحمد، قال: أنشدني محمد بن عبد الرحمن بن أحمد التجيبي، لأحمد ابن كليب، وقد أهدى إلى أسلم في أوائل أمره كتاب الفصيح لثعلب: [من المجتث]



هـــذا كتـــاب الفــصيح *** بكـــــل لفــظ مليــحِ

وهبتـــه لــــك طوعـــاً *** كمـــا وهبتــك روحــى


°°°°°°°°°°°°°°°°
([1]) هو ابن حزم الأندلسي صاحب المُحَلَّى.

ولتحميل القصة بصيغة: PDF
من هُـنـا

نقله لإخوانه:
أبو أحـمد ضياء التَّبِسِّي

إسعاد السُّني بثناء أهل العلم على الشَّيخ حسن بن قاسم الرِّيمي الحسني

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلَّم أمَّا بعدُ:

فهذه وريقات أعددتها فيها ثناء أهل العلم على الشَّيخ الفاضل: أبي عبد السَّلام حسن بن قاسم الرِّيمي -حفظه الله تعالى- أسأل الله أن ينفع بها
إسعاد السُّنِّي بثناء أهل العلم على الشَّيخ حسن بن قاسم الرِّيمي الحسني

وورد

بي دي أف

وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم.

دفاع العلامة يحيى بن علي الحجوري عن الصَّحابي الشُّجاع: حسَّان بن ثابت رضي الله عنه

دفاع العلامة يحيى بن علي الحجوري عن الصَّحابي الشُّجاع:حسَّان بن ثابت رضي الله عنه
شاعر رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم

[ضمن أسئلة أبي رواحة الحديثيَّة والشعريَّة]

إنَّ الطَّعن في صحابة رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم لهو من أقبح الذنوب وأشنعها؛ كيف لا وهم القوم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه؛ ومن هؤلاء الصَّحابة الكرام: حسَّان بن ثابت رضي الله عنه؛ شاعر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم إذ أنَّهُ رُمي وافتُريَ عليه بأنَّه جبان -عامل الله من رماه بذلك بعدله-؛ وقد قرأت قديماً إجابة من الشيخ يحيى ين علي الحجوري -حفظه الله تعالى- على سؤالٍ قدَّمه الشَّاعر الفاضل: أبو رواحة الموري -حفظه الله تعالى-؛ 

فأردت أن أضعه اليوم بين يدي إخواني ليستفيدوا منه فدونكموه: 

السؤال السابع :

اتهم شاعر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه أنه كان جباناً استدلالاً لما وقع له في إحدى الغزوات من أن امرأة أعطته عموداً ليضرب به رأس يهودي فقال لها : لست لهذا فما صحة هذه الرواية ، وما الرد على هذه الفرية ؟

الجواب : 

الرواية من طريق يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه وهو عبد الله بن الزبير عن صفية بنت عبد المطلب ، ولو فرضنا أنه عن أبيه هو بمعنى عن أبيه الأكبر الأعلى والجد فلا عبد الله بن الزبير ولا عباد بن الزبير سمع من صفية بنت عبد المطلب فالرواية يظهر منها الانقطاع لم نر من أثبت رواية عباد هذا ولا رواية عبد الله بن الزبير من صفية مع أنه يقول : كان معها فما رأينا ، هذا وقد بنا عليها كثير من الذين ترجموا لحسان رضي الله عنه بنو عليها هذا الحكم الذي ذُكر ، وفي هذا قال بعضهم أنه كان من الشجعان ومن الأبطال طرأ عليه مرضٌ فحصل له من ذلك بناءً على هذه القصة ، وإذا لم تثبت القصة فينبغي الابتعاد عن هذا الوصف لصحابي شهد مغازي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وبقي أيضاً أنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله سلم الجبان ما يستطيع ينافح «اهجهم وروح القدس معك» ويقول :هجوت محمداً فأجبت عنه ، يقول هذا لمن ؟ لأبي سفيان قبل أن يُسلم ، يقول هذا لصناديد قريش:


هجوت محمداً فأجبت عنه**** و عند الله في ذاك الجزاءُ

فإن أبي و والده و عرضي**** بعض محمدٍ منكم وقاءُ

أتهجوه ولست له بكفء**** فشركما لخيركما الفداء

لساني صـارم لا عيب فيه**** وبحري لا تكدره الدلاء


فلو كان كما ذكروا لخاف أن يهجو أولئك الأبطال ما يستطيع يقول مثل هذا الكلام على أنه اشتهر في كتب التراجم اعتماداً على هذه القصة وفي النفس في ثبوتها شيءٌ كما سبق بيانه .


اهـ من أسئلة أبي رواحة الحديثيَّة والشعرية.

قصيدة: (ذهبت دولة أصحاب البدع) بصوت شيخ الإسلام ومجدده باليمن الشَّيخ مقبل بن هادي الوادعي

((ذهبت دولة أصحاب البدع))
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وآله ومن والاه أمَّا بعد:

هذه هديَّةٌ إلى إخواني أهل السُّنَّة الشُّرَفاء الأعزَّة في دمَّاج الخير والسُّنَّة وأيضاً في وائلة وفي حجور وفي كُلِّ مكان
قال الإمام الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في كتابه الماتع: (شرف أصحاب الحديث)


أَنْشَدَنِي عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُكْتِبُ ، قَالَ : أَنْشَدَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ ، قَالَ : أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ لأَبِي جَعْفَرٍ الْخَوَّاصِ:
ذَهَبَتْ دَوْلَةُ أَصْحَابِ الْبِدَعْ *** وَوَهَى حَبْلُهُمْ ثُمَّ انْقَطَعْ
وَتَدَاعَى بِانْصِرَافِ جَمْعِهِمْ *** حِزْبُ إِبْلِيسَ الَّذِي كَانَ جَمَعْ
هَلْ لَهُمْ يَا قَوْمُ فِي بِدْعَتِهِمْ *** مِنْ فَقِيهٍ أَوْ مِنْ إِمَامٍ يُتَّبَعْ
مِثْلِ سُفْيَانَ أَخِي ثَوْرٍ الَّذِي *** عَلَّمَ النَّاسَ دُقَيْقَاتِ الْوَرَعْ
أَوْ سُلَيْمَانَ أَخِي التَّيْمِ الَّذِي *** تَرَكَ النَّوْمَ لِهَوْلِ الْمُطَّلَعْ
أَوْ فَتَى الإِسْلامِ أَعْنِي أَحْمَدَا *** ذَاكَ لَوْ قَارَعَهُ الْقُرَّاءُ قَرَعْ
لَمْ يَخَفَ سَوْطُهُمْ إِذْ خُوِّفُوا *** لا وَلا سَيْفُهُمْ حِينَ لَمَعْ .


من هنا استمع لهذه القصيدة القويَّة بصوت شيخ الإسلام ومجدده باليمن الشَّيخ:
مقبل بن هادي الوادعي
-رحمه الله تعالى-

[غزوة] قبر أبي لؤلؤة المجوسي لعنة الله عليه

هذه صورة لبوابة قبر أبي لؤلؤة المجوسي -لعنه الله- قاتل عمر -رضي الله عنه- وقبره هذا في إيران
تفضَّلو بتحميل هذا الملف:
[غزوة] قبر أبي لؤلؤة المجوسي لعنة الله عليه
 


مسائل عصرية في السياسة الشرعية [رسالة الإمام مقبل إلى الشيخ الألباني -رحمهما الله- وتوقيعهما عليها]


بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

هذه الرِّسالة التي أرسلها الإمام مقبل إلى الإمام الألباني -رحمهما الله- -ووقَّع عليها الإمام الألباني والإمام مقبل وغيرهما- قمت بنسخها من مجلة الأصالة العدد الثاني ورفعتها على روابط مباشرة لتعم الفائدة فتفضَّلوا:


***********




***********



***********



***********



***********




***********


***********


***********


***********


***********

قاعدة تحرك القلوب إلى الله عز و جل


قال شيخ الإسلام رحمة الله تعالى عليه:

فصل
ولابد من التنبيه على قاعدة تحرك القلوب إلى الله عز وجل، فتعتصم به، فتقل آفاتها، أو تذهب عنها بالكلية، بحول الله وقوته‏.‏ 
فنقول‏:‏ اعلم أن محركات القلوب إلى الله عز وجل ثلاثة‏:‏ المحبة، والخوف، والرجاء‏.‏ وأقواها المحبة، وهى مقصودة تراد لذاتها؛ لأنها تراد فى الدنيا والآخرة بخلاف الخوف فإنه يزول فى الآخرة، قال الله تعالى‏:‏ ‏{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}‏ ‏[‏يونس‏:‏ 62‏]‏، والخوف المقصود منه‏:‏ الزجر والمنع من الخروج عن الطريق، فالمحبة تلقى العبد فى السير إلى محبوبه، وعلى قدر ضعفها وقوتها يكون سيره إليه، والخوف يمنعه أن يخرج عن طريق المحبوب، والرجاء يقوده، فهذا أصل عظيم، يجب على كل عبد أن ينتبه له، فإنه لا تحصل له العبودية بدونه، وكل أحد يجب أن يكون عبداً لله لا لغيره‏.‏ 
فإن قيل‏:‏فالعبد فى بعض الأحيان، قد لا يكون عنده محبة تبعثه على طلب محبوبه، فأى شىء يحرك القلوب ‏؟‏ قلنا‏:‏ يحركها شيئان ‏:‏ 
أحدهما‏:‏ كثرة الذكر للمحبوب؛ لأن كثرة ذكره تعلق القلوب به، ولهذا أمر الله عز وجل بالذكر الكثير، فقال تعالى‏:‏ ‏{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}‏ الآية ‏[‏الأحزاب‏:‏ 41-42‏]‏ 
والثانى‏:‏ مطالعة آلائه ونعمائه، قال الله تعالى‏:‏‏{فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 69‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ}‏ ‏[‏النحل‏:‏53‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهرَةً وَبَاطِنَةً}‏ ‏[‏لقمان‏:‏ 20‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا}‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏ 34‏]‏‏.‏ 
فإذا ذكر العبد ما أنعم الله به عليه، من تسخير السماء والأرض، وما فيها من الأشجار والحيوان، وما أسبغ عليه من النعم الباطنة، من الإيمان وغيره، فلابد أن يثير ذلك عنده باعثا، وكذلك الخوف، تحركه مطالعة آيات الوعيد، والزجر، والعرض، والحساب ونحوه، وكذلك الرجاء، يحركه مطالعة الكرم، والحلم، والعفو‏.‏ 
وما ورد فى الرجاء والكلام فى التوحيد واسع‏.‏ وإنما الغرض التنبيه على تضمنه الاستغناء بأدنى إشارة، والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ‏.
مجموع الفتاوى /المجلد الأول/ 73