[هزلت]!
رحم الله العلامة أبا حيان الأندلسي إذ قال في قصيدة له طويلة:
بُلينا بقومٍ صُدِّروا في المجالس *** لإقراء علم ضلَّ عنهم مراشده
لقد أخِّر التدريس عن مستحقه *** وقُدِّم غمر خامل الذِّهن جامده
وسوف يلاقي من سعى في صدورهم *** من الله عقبى ما أكنَّت عقائده
أو كما قال رحمه الله فالأبيات من حفظي، وهناك شواهد كثيرة لهذا الباب أعني باب تقديم من ليس أهلا للتَّدريس سواء من السُّنَّة -كحديث: إنَّ من أشراط السَّاعة أن يُلتمس العلم عند الأصاغر، والحديث الذي عند البخاري وغيره في قبض العلماء وفيه: (حتَّى إذا لم يُبقِ عالمًا -أو يبقَ عالِمٌ-اتَّخذ النَّاس رؤوسا جُهَّالا فسُئلوا فأفتوا بغير علمٍ فضلُّوا وأضلُّوا) - أو من الآثار -وهي كثيرة جدًا اطلب بعضها في جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر رحمه الله تعالى- أو من الشواهد الشِّعرية كقول الأوَّل:
تصدَّر للتَّدريس كُلُّ مُهَوِّس *** بليدٍ تسمَّى بالفقيه المُدَرِّس
فحق لأهل العلم أن يتمثَّلوا *** ببيتٍ قديمٍ شاع في كُلِّ مجلس
[لقد هزلت حتَّى بدا من هُزالها *** كُلاها وحتَّى سامها كُلُّ مفلس]
والله المستعان.
كتبه:
أبو أحمد ضياء التبسي
3-3-37