تشطير بيت في فراق الإخوان

تشطير بيت في فراق الإخوان
===============
البيت:
أَبِيتُ أَسْأَلُ نَفْسِي كيفَ قاطعنِي *** هذَا الصَّديقُ ومالِي عنهُ مُصْطَبَرُ
قلت:
أبيت أسأل نفسي كيف قاطعني *** (وكيف هان الوصال الدائمُ النَّضِرُ)
(من بعد أن قال يومًا وهو يعْتصر) *** هذا الصَّدِّيق وما لي عنه مصطبر


أبو أحمد ضياء التبسي

معارضة بيتين في السفر من الأوطان

أرسل لي أحد مشايخي رسالة جوَّال فيها:
(قوِّض خيامك من أرضٍ تهان بها *** وجانب الذُّلَّ إنَّ الذُّلَّ يُجتنب
وارحل إذا كان في الأوطان منقصة *** فالمندل الرَّطب في أوطانه حطب)
فأجبته قائلا:
(نحدِّث النَّفس في صُبحٍ وفي غلسٍ *** بشدِّ رحلٍ إلى أرض بها الطَّلب
ونسأل الله عونًا منه يشملُنا *** نعم المعين إذا ما حلَّت الخُطُب)

أبو أحمد ضياء التبسي
شهر الله المحرم
سنة 438

هزلت

هزلت!
------

لا أشفقُ على المُتعالِمين، المُتَصَدِّرين للمجالس
بقدرِ ما أشفقُ على الشَّباب الأحداث الَّذين يهرعون إلى ثني الرُّكب عند أولئك
نعوذ بالله من الخذلان، وإذا أضيف للمتعالم المتصدر -وكفى بهما لوثة- سوء الاعتقاد والأخلاق كانت كارثةً متحقِّقةً ضحيَّتها أولئك الجموع من الأحداث المتقادعين إلى مجالس هؤلاء
قال اللالكائي رحمه الله تعالى في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة:
(أخبرنا الحسين بن أحمد بن إبراهيم الطبري , ثنا عبد الله بن سعد البروجردي , ثنا عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري , ثنا إسماعيل بن أبي خالد , ثنا أيوب بن سويد , عن عبد الله بن شوذب , عن أيوب , قال: «إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة»)
ولقد نادى العلماء عبر التاريخ بالتحذير من هؤلاء الأغمار الجُهَّال، حيث تجده مبسوطًا في غير موضع، وأنشدوا في ذلك كثير الأشعار،
ومن ذلك قول أبي حيَّان الأندلسي رحمه الله في بعض قصائده:
بلينا بقوم صدروا في مجالس *** لإقراء علم ضل عنهم مراشده
لقد أُخِّر التصدير عن مستحقه *** وقُدِّم غمر خامد الذهن جامده
وسوف يلاقي من سعي في جلوسهم *** من الله عقبى ما أكنت عقائده
علا عقله فيهم هواه فما درى *** بأن هوى الإنسان للنار قائده
وقال الآخر:
تصدَّر للتَّدريس كُلُّ مهوِّس *** بليد تسمَّى بالفقيه المدرِّس
فحق لأهل العلم أن يتمثَّلوا *** ببيت قديمٍ شاع في كلِّ مجلس
[لقد هزلت! حتَّى بدا من هزالها *** كلاها وحتَّى سامها كُلُّ مفلس]
فنعوذ بالله من الفتن وأهلها
ونسأل الله أن يُسلِّمنا من شرِّ كلِّ ذي شر
وأن يهدينا للحق ويربط قلوبنا عليه ويتوفَّانا وهو راضٍ عنَّا سبحانه.

كتبها: ضياء الدين جعرير
لأيام مضت من شهر الله المحرم
عام ثمان وثلاثين وأربعمئة.