بين الذَّهبي وابن بضحان رحمهما الله تعالى

بين الذَّهبي وابن بضحان رحمهما الله تعالى

قال ابن الجزري رحمه الله تعالى: (ورأيت ترجمته في طبقات الحافظ الذهبي وقد كتب ابن بضحان فوقها بقلم ثخين ما لا ينبغي كتابته وبالغ في ذلك، ونسب الذهبي إلى الكذب، فرأيته على هامشي الكتاب بخط الذهبي: أنا أعلم من أين أتيت فإنني زدته والله ما لا يستحقه، وأغضيت عن أمور مكشوفة، فلنا وله وقفة بين يدي رب العالمين. قلت: فأخبرني الشيخ إبراهيم بن أحمد الحريري بالقاهرة قال: كانت معي نسخة الطبقات بخط أبي عبد الله الذهبي المؤلف وقد استعرتها منه من بيته بتربة أم الصالح وكان شيخ الحديث بها، فخرجت فإذا شيخنا ابن بضحان في مجلس الإقراء بها فقال: ما هذا الذي معك؟ فقلت: طبقات القراء للذهبي فقال: أرني حتى أبصر ترجمتي قال: فأخذه مني فنظر فيه ثم قال: اجعله عندي إلى غد، فاستحييت منه وقلت: باسم الله، فأخذه مني، فلما كان في اليوم الثاني أخرجه وقد كتب على خط الذهبي ما كتب قال: فكيف بقي حالي مع الذهبي؟ قال: فجئت إلى الذهبي وأنا في حالة من الحياء الله يعلم بها قال: فسألني فأجبته وأنا في غاية الانكسار بصورة الحال فقال: يا بني ليس لك ذنب أنت معذور، ثم نظر في خط الشيخ ابن بضحان فلم يغيره، وكتب عليه ما تقدم). اهـ غاية النهاية في طبقات القراء (2/59).
ويبدو أنَّ النسخة المشار إليها آلت إلى مكتبة: (ملت) بإستنانبول (علي أميري) برقم: (2500)، كما يقول الدكتور طيار آلتي قولاج في تحقيقه للكتاب واعتماده عليها نسخةً أصلاً.
ويبدو أنَّ هذه النُّسخة (البرلينية) من معرفة القراء منقولة من أصل الذَّهبي الذي أشار إليه ابن الجزري رحم الله الجميع.
أبو أحمد ضياء التبسي
‫#‏زخم_التراث‬


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق