حكايةُ كتاب (نسخة من مصابيح السنة للبغوي، ت: 516)

حكايةُ كتاب
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
هذه حكايةُ نسخةٍ من (مصابيح السُّنَّة) للإمام البغوي رحمه الله تعالى: (ت:516)، بخطِّ أحد متملِّكيها وهو: القاضي مرتضى، نسختُها كما هي من طُرَّة الكتاب (1)، قال رحمه الله:
"هذا الحديث المسمى بالمصابيح وجدته في بلد شيراز من أحسن بلاد الشيعة وكان في ملك تاجر شيعي مبتدعة وكان الكتاب في زمان أهل السنة ملك أجداده المسلمين، وإذا تشيعوا بالجبر من الملوك المبندعة بقي الكتاب محبوسا في ملكهم نسلا بعد نسل وكان مخفيا عندهم إلى أن ساقني الزمان ودلني نوائب الحدثان (2) إلى بلدهم واختلطت مع مالكه اختلاطا صوريا فحكاني الحكاية ودعاني إلى بيته وأراني الكتاب مخفيا عن الشيعة لئلا يطعنونه بمذهبنا الشريفة فلما رأى رغبتي في الكتاب باعه منِّي بستين عباسية العجم ووصاني على أن أخفيه من النَّاس حتى لا يتهموه بمذهبنا، اللهم اهده ثم أرضه بالنَّبي وآله، وكان اسمه: آغا شفيع الشيرازي، وكان له أب تاجر يميل إلى أهل السنة كابنه المذكور؛ وباعه بإذنه وكان عنده من كتب الشَّافعية مجلَّدات بقي عنده، اللهم انفعنا به وبسائر كتبنا.
وأنا الفقير إليه تعالى: مرتضى القاضي بمدينة بصره المحمية سابقا"
ثُمَّ قال -رحمه الله-: "وإني وإن خسرت في جهة المال في ملك العجم أنالني الله تعالى إلى كتاب يساوي بأملاكهم وأرزاقهم في القيمة ويعرف قدر هذا الكتاب المستطاب العالم الذي يطالع فيه بالرغبة الخالصة ويرى ما في الخاتمة من أسامي الفحول والمحدثين الذين قرؤوا على صاحب الكتاب وإجازات أشياخ والحواشي المكتوبة برأيهم في الهوامش وتدقيقهم وتحصيفهم في الأحاديث الشريفة الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله تعالى إليه"
(1) من محفوظات مكتبة فيض الله أفندي العامرة بالخيرات، برقم: (540)، منسوخة سنة: 727 بقلم: عبد السَّلام بن خليل بن إبراهيم الأردبيلي. وعليها حواشي كثيرة، وبأولها وآخرها إجازات.
(2) أو كلمةً نحوها.
#درر_من_طرر
#زخم_التراث
كتبه:
أبو أحمد ضياء التبسي​



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق